كلنا نعلم أني مفارقكم وإن طال المدى ، فهذه أدوات السفر تجمع ، ومنادي الرحيل يسمع

مولانا سبحانه وتعالي قال (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) آل عمران 185 كما قال (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) الزمر30 وبالتالي القضية منتهية

هذا ما أوصي به وأنا في حال الصحة وتمام العقل أني أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وأَشْهَدُ أَنَّ الموت حق وأَشْهَدُ أَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِى ٱلْقُبُورِ

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النُّورِ الذَّاتِي وَالسِّرِّ السَّارِي ، الْفَاتِحِ لِمَا ُأَغْلِقَ وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ نَّاصِرِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَالْهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمِ ، صَلاَةً تُرِضِيكَ وَتُرْضِيهِ وَتَرْضَى بِهَا عَنَّا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

رضيت بالله ربي و بسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نبيا ورسولا وإماما وبالقرآن كتابي وبالإسلام ديني

بنود الوصية

أولا: أوصيكم آن تكونوا مسلمين (يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) البقرة ١٣٢

ثانيا: أوصيكم الصبر وعدم الجزع عند أي إمتحان: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة 155 – ١٥٦

ثالثا: أوصيكم بالإنفاق (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) المنافقون ١٠

رابعا: أوصيكم بالتزام الاستغفار (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح 12

خامسا: أوصيكم بالتزام الصلاة علي سيدنا وسندنا (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب 56

سادسا: أوصيكم باصلاح  ذات بينكم (اتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)الأنفال 1

سابعا: أوصيكم بالمسارعة في قضاء الديون كلها – ديوني و ديونكم – يرحمكم الله

ثامنا : لم أترك أي وصية للتصرف في المال ولا صدقة جارية ولا نذور ولا وقف لأي أحد أو جهة ولا أطلب منكم استخراج صدقة أو خلافه من المال لأنه لا يخصني من لحظة الوفاة، ولأني أفضيت لما قدمت.

تاسعا:  الميراث كله لكم بعد سداد أي ديون، فاقتسموه فيما بينكم بما ورد في كتاب الله تعالي وإياكم أن يظلم أحدكم أحدا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) ثم من شاء منكم أن يتصدق فلنفسه ومن ماله

عاشرا: إيّاكم ثم إياكم أن تقيموا أيّ مأتم أو ذكرى دوريّة ( خميس ، أو أربعين ، أو سنوية … الخ).

أُشهِد الله تعالى أنّني قد سامحت كلّ من وصلني بسوء في حياتي، أو أخذ حقّا من حقوقي، كما أطلب منكم أن تستسمحوا كلّ من له حقّ عليّ أو مظلمة عندي، واطلبوا من كلّ من قصّرت في حقّه من أهل الحقوق أن يصفحوا عنّي، ويتجاوزوا عن تقصيري، واسألوا لي ولهم المغفرة والرحمة، ومرافقة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام رضي الله عنهم في دار السّلام.

وأخيراً هذا ما ارتضيته وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك