التواصل الفعال

مهارة التواصل الفعال أمر مهم يجب أن يتقنه الفرد نظراً لكثرة استخدامه في جميع أوجه الحياة اليومية.

كل شخص يستخدم مهارة التواصل الفعال مع أصدقاء العمل وزملاء المدرسة وعائلته ومديره في العمل وجيرانه كما أن التواصل ليس بالمهارة التي قد يكتسبها ويتقنها الفرد بتلقائية دون أن يتعلم عنها جيداً ولذلك هناك بعض الخطوات التي يجب أن تعرفها في حال أردت إقامة تواصل جيد.

التواصل هو عملية توصيل “رسالة” أو معلومات أو إشارة ما بين شخص “مرسل” وشخص “مستقبل” عن طريق عدة “وسائل” مثل استخدام الكلمات والرسم والإشارات والصور وكذلك لغة الجسد الاتصال البصري، وهو أيضاً الوسيلة التي نستخدمها لإقامة العلاقات المختلفة وكذلك لشحذها وتوطيدها.

تحلى بالشجاعة والثقة

في خلال أي عملية تواصل يجب على الشخص المرسل أن يتصف بالشجاعة والثقة والقوة (وليس العنف) لكي يقول ما يفكر به ويعبر عما يدور بتفكيره لأنه يجب على الفرد أن يثق في تفكيره وقدراته على المساهمة بكلمات قيمة ضمن أي حوار يشارك فيه ويجب أن يعرف أن إسهاماته وكلماته أمر قيم ينتظر الناس سماعه وليس أمر يدعو للخوف أو التوتر أو الحرج من قوله

بعض الأشخاص قد لا يتحكمون في شعورهم بالتوتر والعصبية والخوف من أن كلماتهم قد تكون غير ذات نفع والثقة تأتي من الممارسة والتعليقات الإيجابية والدعم ولذلك هناك بعض التكتيكات التي تستخدم في أول الأمر حتى يتقن الفرد مهارة التواصل الفعال مع غيره.

الممارسة

أي مهارة تريد أن تتقنها وتتمكن منها يجب أن تدرب عليها وتمارسها قدر الإمكان.

ولكي تتمكن من إتقان مهارة التواصل بشكل متميز يجب أن تبدأ أولاً ببعض المداخلات البسيطة مع من حولك، ولذلك الشخص الذي يتميز بالانطواء و العزلة هو أكثر من يعاني مشكلة في التواصل مع من حوله في المستقبل لأن التعبير والقدرة على الانفتاح والتحدث عما يدور بعقلك يكون دائماً نقطة البداية ثم مع الممارسة والبحث والتدريب المتواصل يتمكن الفرد من تحسين قدراته في إقامة التواصل بشكل فعال مع غيره.

في كل مرة تتواصل مع غيرك تتفتح أمامك الفرص ويتم شحذ قدراتك ومهارتك في التواصل وتتقن كل الخدع والطرق لكي تجعل نفسك مفهوماً ومستريحاً في ذلك الحوار وكذلك لكي تجعل من أمامك مستريحاً وهادئاً خلال مهارة التواصل الفعال.

الاستماع الفعال

لكي يدرك الفرد مهارة التواصل الفعال بشكل شامل ومميز يجب عليه أن يتمكن من تطوير مهارة الإنصات لديه، والإنصات يختلف عن مجرد الاستماع العادي، حيث أن الإنصات يشمل قدرة الفرد على الاستماع مع إبداء الاهتمام.

لكي تتقن مهارة التواصل الفعال لا يجب فقط أن تتمتع بالقدرة على التحدث واستخدام صوتك وعينيك ويديك بشكل مؤثر وفعال بل يجب أيضاً أن تقرن كل ذلك بالقدرة على الاستماع والإنصات لأن ذلك يبني جسراً من الثقة بينك وبين من تحاور.

التواصل البصري

العين أداة هامة يجب أن يستخدمها الفرد بالذكاء الكافي لكي تقع في مصلحته، فأياً كان دورك في عملية التواصل تلك سواء كنت مستمعاً أو متحدثاً فإن النظر في أعين الفرد الذي تقيم ذلك الجسر من التواصل والحوار معه يجعل منه تواصلاً فعالاً وناجحاً لأن التواصل البصري يوصل رسالة بالاهتمام والثقة ويشجع الفرد الذي تتحدث معه على أن يبادلك الاهتمام والثقة بدوره في كل ما تقول.

ومن أهم التكنيكيات التي قد تستخدمها هي أن تنظر في عين من تحدثه ثم تنتقل للنظر في عينه الأخرى، الانتقال البصري بتلك الطريقة ينعكس عليك مما يجعل عينيك يلمعان.

وخدعة أخرى قد يستخدمها الأشخاص الذين يتوترون عصبياً من النطر مباشرة في أعين من يحدثونه وتلك الخدعة تتضمن تخيل مثلث تبدأ قاعدته بين الحاجبين وتنتهي قمته عند الأنف وتستخدم تلك الطريقة لكي تستطيع أن تتحول بنظرك بين كل تلك الأماكن بدون أن تركز بشكل مبالغ فيه على شيء واحد ولذلك قد يستخدم الشخص حيلة النظر بين العينين من آن إلى آخر بدلاً من النظر فيهما مباشرة مما يقلل من نسبة التوتر على الأقل حتى تتسرب إليك الراحة والهدوء اللازمين من أجل مهارة التواصل الفعال.

الاشارات ولغة الجسد

استخدم إشارات الجسد واليدين والرجلين لأنها من الأدوات المهمة لكي تمكن من إتمام مهارة التواصل الفعال مع غيرك بشكل متميز وفعال

الإشارات هنا تتضمن إشارات الجسد والوجه على حد سواء وكأن جسدك كله يعزف مقطوعة موسيقية متناسقة بشكل مبهر مع ما تقوله وما يعنيه قولك وبالطبع فإن الإشارات التي تستخدمها حين تتواصل مع فرد أو عدة أفراد تكون أقل حدة وصخباً من تلك التي تستخدمها حين تتحدث مع مجموعة كبيرة من الأشخاص، ويجب عليك الحذر مما يخبره جسدك عنك لأنه دائماً ما يعبر عما في جوفك حتى وإن لم ترد الإفصاح عنه ويتطلب الأمر الكثير من التدريب والمعرفة والممارسة لكي تستطيع السيطرة على ما ينتج عنه من إشارات.

إحذر تضارب الرسائل

يجب أن تنتبه إلى أن رسائلك الي الشخص الآخر تتكون من أكثر من أداة فهناك كلماتك ونبرة صوتك وإشارات يديك ونظرات عينيك، وكل واحد منهم قد يبعث برسالة تتناقض مع تلك الرسالة التي تحاول إيصالها

مثل أن تقول كلماتك كم أنك سعيد بشيء ما بينما نبرة صوتك تنم عن عكس ذلك وتوحي بالحزن والانكسار وجسدك أيضاً وإشارات يديك تفصح عما تفكر فيه بالحقيقية وليس فقط ما تتصنع التعبير عنه فنجد يديك مربوطتان ومضمومتان إلى صدرك لتوحي بعدم اهتمامك أو قبولك لما يدور حولك،

لا يتمكن الإنسان من التحكم في كل تلك الأجهزة سوياً بشكل متميز إلا مع الخبرة والمعرفة، فإن أراد شخص ما أن يتميز في مهارة التواصل الفعال وأن يتقنها ويقطع طريقاً مختصراً إلى إيصال ما يقصده ويعنيه بكلماته، يجب عليه أن يتسلح بالمعرفة والخبرة من أجل إتقان مهارة التواصل الفعال

.

You may also like: